معرفة منتصف الليل
صفحة 1 من اصل 1
معرفة منتصف الليل
معرفة منتصف الليل
نعني بهذا العنوان: العلامة الشرعية على منتصف اللليل الذي يترتب عليه الأحكام الشرعية. واختلف الفقهاء في هذه المسألة على قسمين:
1) قسم من الفقهاء يرى أن منتصف الليل هو منتصف الفترة ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر. وهو الرأي المشهور.
2) قسم يرى أن منتصف الليل هو منتصف الفترة ما بين غروب الشمس وطلوعها.
و هذا الاختلاف بين الفقهاء ناتج عن الاختلاف في حساب مقدار الليل . و هو أنه لا خلاف بين الفقهاء في أن الليل يبتدئ بغروب الشمس ، و لكن الاختلاف في منتهى الليل ، هل ينتهي عند طلوع الفجر ، أم يمتد إلى طلوع الشمس ، أي هل أن الفترة الواقعة بين الطلوعين ـ طلوع الفجر و طلوع الشمس ـ داخلة في الليل أم خارجة عنه.
ينتج عن هذا الاختلاف أيضاً حساب بداية النهار الذي هو يقابل الليل ـ هل يبتدئ من طلوع الفجر أم يبتدئ من طلوع الشمس . أصحاب الرأي الثاني لا مناص لهم من القول بأن النهار يبتدئ من طلوع الشمس . و أصحاب الرأي الأول لا يلزمهم القول بأن النهار يبتدئ من طلوع الفجر، بل لهم أن يقولوا : النهار يبتدئ من طلوع الشمس ، و أما الفترة الواقعة بين الطلوعين فهي فترة لا هي من الليل ولا هي من النهار كما قيل. وأدلة الفريقين : نشير هنا إلى أدلة الفريقين من دون توسع و تحقيق فإن له مجالاً آخر فنقول :
من أدلة أصحاب الرأي الأول :
1. قوله تعالى : { إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً } أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار كما روي، فمعناه أن الليل ينتهي بطلوع الفجر.
2. و قوله تعالى : { و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } أي بياض النهار من سواد الليل.
3. و قوله تعالى : { حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى } الصلاة الوسطى صلاة الظهر ، و هي أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هي بين صلاتين بالنهار صلاة الغداة و صلاة العصر.
و من أدلة أصحاب الرأي الثاني:
1. أن الليل يطلق على الفترة المظلمة بأكملها ، و النهار يطلق على الفترة المضيئة ، قال تعالى : { و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة }. و قال تعالى : { و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون }. و قال تعالى : { إنَّ في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار }. و لا يكون اختلاف بينهما إلا أن الليل مظلم و النهار مضيء .
2. و قوله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } المراد بغسق الليل ظلمته ، و هذا لا يكون إلا في منتصف ما بين الغروب و الشروق.
و يؤيد هذا الرأي:
1. أنَّ تساوي الليل و النهار يكون بتساوي ما بين غروب الشمس و طلوعها مع ما بين طلوع الشمس و غروبها.
2. تعريف الشمس في علم المنطق و علم الفلك بأنها : كوكب نهاري ينسخ طلوعه وجود الليل.
3. تعريف الزوال بأنه : منتصف النهار.
طرق أخرى لمعرفة منتصف الليل حسب الرأي الثاني:
1. القول بأنَّ منتصف الليل يكون دائماً الساعة 12 ليلاً في كل منطقة . هذا القول خطأ واضح ، ففي الدول الكبيرة المساحة يكون فيها التوقيت واحداً مع أن الأوقات في مناطقها مختلفة . فعلى سبيل المثال نأخذ المملكة العربية السعودية ، ففي المنطقة الواقعة في الربع الخالي المجاورة لدولة عُمان ـ التي تقع أقصى شرق المملكة ، على خط طول 55 شرقاً . و المنطقة التي تقع أقصى غرب المملكة المجاورة لخليج العقبة تقع على خط طول 35 شرقاً . فالفارق بين هاتين المنطقتين هو 20ْ وهو ما يزيد في الوقت على الساعة ، بينما التوقيت واحد في هاتين المنطقتين، فهل يعقل أن يكون منتصف الليل فيهما واحداً.
و يزداد الأمر سوءاً في الدول ذات التوقيت الصيفي حيث يزاد ساعة كاملة في الصيف . فالنتيجة أن توقيت الدول و المناطق مجرد اصطلاح لا يُعتمد عليه شرعاً كما هو واضح . فهذا القول خاطئ كما قلنا.
2. النظرية القائلة بأن منتصف الليل هو ما يقابل منتصف النهار أي ما يقابل الزوال . و يعني هذا أن نضيف على وقت الظهر 12 ساعة كاملة فينتج وقت منتصف الليل فمثلاً إذا كان وقت صلاة الظهر في منطقة هو 11.40 ظهراً يكون وقت منتصف الليل هو 11.40 ليلاً . و بتطبيق هذا القول على أيام السنة المختلفة باختلاف فصولها و مناطقها نجد هذه النظرية صحيحة لا غبار عليها و لا شبهة تعتريها .
نعني بهذا العنوان: العلامة الشرعية على منتصف اللليل الذي يترتب عليه الأحكام الشرعية. واختلف الفقهاء في هذه المسألة على قسمين:
1) قسم من الفقهاء يرى أن منتصف الليل هو منتصف الفترة ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر. وهو الرأي المشهور.
2) قسم يرى أن منتصف الليل هو منتصف الفترة ما بين غروب الشمس وطلوعها.
و هذا الاختلاف بين الفقهاء ناتج عن الاختلاف في حساب مقدار الليل . و هو أنه لا خلاف بين الفقهاء في أن الليل يبتدئ بغروب الشمس ، و لكن الاختلاف في منتهى الليل ، هل ينتهي عند طلوع الفجر ، أم يمتد إلى طلوع الشمس ، أي هل أن الفترة الواقعة بين الطلوعين ـ طلوع الفجر و طلوع الشمس ـ داخلة في الليل أم خارجة عنه.
ينتج عن هذا الاختلاف أيضاً حساب بداية النهار الذي هو يقابل الليل ـ هل يبتدئ من طلوع الفجر أم يبتدئ من طلوع الشمس . أصحاب الرأي الثاني لا مناص لهم من القول بأن النهار يبتدئ من طلوع الشمس . و أصحاب الرأي الأول لا يلزمهم القول بأن النهار يبتدئ من طلوع الفجر، بل لهم أن يقولوا : النهار يبتدئ من طلوع الشمس ، و أما الفترة الواقعة بين الطلوعين فهي فترة لا هي من الليل ولا هي من النهار كما قيل. وأدلة الفريقين : نشير هنا إلى أدلة الفريقين من دون توسع و تحقيق فإن له مجالاً آخر فنقول :
من أدلة أصحاب الرأي الأول :
1. قوله تعالى : { إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً } أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار كما روي، فمعناه أن الليل ينتهي بطلوع الفجر.
2. و قوله تعالى : { و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } أي بياض النهار من سواد الليل.
3. و قوله تعالى : { حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى } الصلاة الوسطى صلاة الظهر ، و هي أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هي بين صلاتين بالنهار صلاة الغداة و صلاة العصر.
و من أدلة أصحاب الرأي الثاني:
1. أن الليل يطلق على الفترة المظلمة بأكملها ، و النهار يطلق على الفترة المضيئة ، قال تعالى : { و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة }. و قال تعالى : { و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون }. و قال تعالى : { إنَّ في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار }. و لا يكون اختلاف بينهما إلا أن الليل مظلم و النهار مضيء .
2. و قوله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } المراد بغسق الليل ظلمته ، و هذا لا يكون إلا في منتصف ما بين الغروب و الشروق.
و يؤيد هذا الرأي:
1. أنَّ تساوي الليل و النهار يكون بتساوي ما بين غروب الشمس و طلوعها مع ما بين طلوع الشمس و غروبها.
2. تعريف الشمس في علم المنطق و علم الفلك بأنها : كوكب نهاري ينسخ طلوعه وجود الليل.
3. تعريف الزوال بأنه : منتصف النهار.
طرق أخرى لمعرفة منتصف الليل حسب الرأي الثاني:
1. القول بأنَّ منتصف الليل يكون دائماً الساعة 12 ليلاً في كل منطقة . هذا القول خطأ واضح ، ففي الدول الكبيرة المساحة يكون فيها التوقيت واحداً مع أن الأوقات في مناطقها مختلفة . فعلى سبيل المثال نأخذ المملكة العربية السعودية ، ففي المنطقة الواقعة في الربع الخالي المجاورة لدولة عُمان ـ التي تقع أقصى شرق المملكة ، على خط طول 55 شرقاً . و المنطقة التي تقع أقصى غرب المملكة المجاورة لخليج العقبة تقع على خط طول 35 شرقاً . فالفارق بين هاتين المنطقتين هو 20ْ وهو ما يزيد في الوقت على الساعة ، بينما التوقيت واحد في هاتين المنطقتين، فهل يعقل أن يكون منتصف الليل فيهما واحداً.
و يزداد الأمر سوءاً في الدول ذات التوقيت الصيفي حيث يزاد ساعة كاملة في الصيف . فالنتيجة أن توقيت الدول و المناطق مجرد اصطلاح لا يُعتمد عليه شرعاً كما هو واضح . فهذا القول خاطئ كما قلنا.
2. النظرية القائلة بأن منتصف الليل هو ما يقابل منتصف النهار أي ما يقابل الزوال . و يعني هذا أن نضيف على وقت الظهر 12 ساعة كاملة فينتج وقت منتصف الليل فمثلاً إذا كان وقت صلاة الظهر في منطقة هو 11.40 ظهراً يكون وقت منتصف الليل هو 11.40 ليلاً . و بتطبيق هذا القول على أيام السنة المختلفة باختلاف فصولها و مناطقها نجد هذه النظرية صحيحة لا غبار عليها و لا شبهة تعتريها .
المسحور- عدد المساهمات : 90
تاريخ التسجيل : 23/02/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى