انا يوسف يا ابي
صفحة 1 من اصل 1
انا يوسف يا ابي
أنا يوسف يا أبِى
أَنَا يُوسُفُ يَا أَبِى.
يَا أبِى ،
إخْوَتِى لا يُحِنُّونَنِى ،
لا يُرِيدُونَنِى بَيْنَهُم يَا أبِى .
يَعْتَدُونَ عَلَىَّ وَيَرْمُونَنِى بِالحَصَى وَالكَلامِ .
يُرِيدُونَنِى أَنْ أَمُوتَ كَى يَمْدَحُونِى .
وَهُم أَوْصَدُوا بَابَ بَيتِكَ دُونِى.
وَهُم طَرَدُنِى مِنَ الحَقْلِ .
هُمْ سَمَّمُوا عَنَبِى يَا أَبِى .
وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِى يَا أَبِى .
حِيْنَ مَرَّ النَّسِيْمُ وَلاعَبَ شَعْرِىَ غَارُوا وَثَارُوا عَلَيْكَ ،
فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِى ؟
الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتِفَيَّ ،
وَمَالَتْ عَلَىَّ السَّنَابِلُ ،
وَالطَّيْرُ حَطَّتْ عَلَى رَاحَتَىَّ .
فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِى ،
وَلِمَاذَا أَنَا ؟
أَنْتَ سَمَّيْتَنِى يوُسُفًا ،
وَهُمُوا أَوْقَعُونِى فِى الجُبِّ ،
وَاتَّهَمُوا الذِّئْبَ ،
والذِّئبُ أَرْحَمُ مِنْ إخْوَتِى ..
أَبَتِ ! هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إنِّى :
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ،
وَ الشَّمْسَ والقَمَرَ ،
رَأيْتَهُمْ لِى سَاجِدِينْ .
***
يحبوننى ميتًا
يُحِبُّونَنِى مَيْتًا لِيَقُولُوا :
لَقَدْ كَانَ مِنَّا ، وَكَانَا لَنَا .
سَمِعْتُ الخُطَى ذَاتِهَا .
مُنْذُ عِشْرِيْنَ عَامًا تَدقُّ عَلَى حَائِطِ الليْلِ .
تَأْتِى وَلاَ تَفْتَحُ البَابَ .
لَكِنَّهَا تَدْخُلُ الآنَ .
يَخْرُجُ مِنْهَا الثَّلاثَةُ : شَاعِرٌ ، قَاتِلٌ ، قَارِئٌ .
أَلا تَشْرَبُونَ نَبِيْذًا ؟ سَأَلْتُ .
سَنَشْرَبُ . قَالُوا .
مَتَى تُطْلِقُونَ الرُّصَاصَ عَلَىَّ ؟ سَأَلْتُ .
أَجَابُوا : تَمَهَّلْ !
وَصَفُّوا الكُؤوسَ وَرَاحُوا يُغَنُّونَ لِلشَّعْبِ . قُلْتُ :
مَتَى تَبْدَأُونَ اغْتِيَالِى ؟ فَقَالُوا :
ابْتَدَأْنَا ... لِمَاذَا بَعَثْتَ إِلَى الرُّوحِ أَحْذِيَةً !
كَى تَسِيْرَ عَلَى الأرْضِ . قُلْتُ .
فَقَالُوا :
لِمَاذَا كَتَبْتَ القَصِيْدَةَ بَيْضَاءَ وَالأرْضُ سَودَاءُ جِدًّا . أَجَبْتُ :
لأنَّ ثَلاثِيْنَ بَحْرًا تُصّبُّ بِقَلْبِى . فَقَالُوا :
لِمَاذَا تُحبُّ النَّبِيْذَ الفَرَنْسِىّ ؟ قُلْتُ :
لأَنِّى جَدِيْرٌ بِأَجْمَلِ امْرَأَةٍ .
كَيْفَ تَطْلُبُ مَوْتَك ؟
أَزْرَق مِثْل نُجُومٍ تَسِيْلُ مِنَ السَّقْفِ
هَلْ تَطْلُبُونَ المَزِيْدَ مِنَ الخَمْرِ ؟ قَالُوا :
سَنَشْرَبُ . قُلْتُ :
سَأسْألَكُم أنْ تَكُونُوا بَطِيْئِينَ ،
أَنْ تَقْتُلُونِى رُوَيْدًا رُوَيْدًا لأكْتُبَ شِعْرًا أَخِيْرًا لِزَوْجَةِ قَلْبِى .
وَلَكِنَّهُمْ يَضْحَكُونَ
وَلا يَسْرِقوُنَ
مِنَ البَيْتِ غَيْرَ الكَلامِ الذِى سَأَقُولُ لِزَوْجَةِ قَلْبِى ..
***
لِلْحَقِيْقَةِ وَجْهَانِ
والثَّلْجُ أسْوَد
لِلْحَقِيْقَةِ وَجْهَانِ ،
والثَّلْجُ أسْوَدُ أسْوَدُ فَوْقَ مَدِيْنَتِنَا
لَمْ نَعُدْ قَادِرِيْنَ عَلَى اليَأسِ أَكْثَرَ مِمَّا يَئِسْنَا ،
وَالنِّهَايَةُ تَمْشِى إِلَى السُّورِ وَاثِقَةً مِنْ خُطَاهَا
فَوْقَ هَذَا البَلاطِ المُبَلَّلِ بِالدَّمْعِ ،
وَاثِقَةً مِنْ خُطَاهَا
مَنْ سَيُنْزِلُ أَعْلامَنَا : نَحْنُ ، أمْ هُمْ ؟ وَمَنْ
سَوْفَيَتْلُوا عَلَيْنَا " مُعَاهَدَةَ البَأس " ،
يَا مَلِكَ الاحْتِضَارْ ؟
كُلُّ شَىْءٍ مُعَدٌّ لَنَا سَلَفًا ،
مَنْ سَيَنْزَعُ أَسْمَاءَنَا
عَنْ هَوِيَّتِنَا : أنْتَ أَمْ هُمْ ؟وَمَنْ سَوْفَ بَزْرَعَ فِيْنَا
خُطْبَةَ التِّيْهِ :
" لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نَفُكَّ الحِصَارْ
فَلْنُسَلِّمْ مَفَاتِيْحَ فِرْدَوْسِنَا لِرَسُولِ السَّلامِ ، وَنَنْجُو .. "
لِلْحَقِيْقَةِ وَجْهَانِ ،
كَانَ الشِّعَارُ المُقَدَّسُ سَيْفًا لَنَا
وَعَلَيْنَا ، فَمَاذَا فَعَلْتَ بِقَلْعَتِنَا قَبْلَ هَذَا النَّهَارْ ؟
لَمْ تُقَاتِلُ لأنَّكَ تَخْشَى الشَّهَادَةَ ،
لَكِنَّ عَرْشَكَ نَعْشُكْ
فَاحْمِلِ النَّعْشَ كَىْ تَحْفَظَ العَرْشَ ،
يَا مَلِكَ الانْتِظارْ ؟
إِنَّ هَذَا الرَّحِيْلَ سَيَتْرُكُنَا حُفْنَةً مِنْ غُبَارْ ...
مَنْ سَيَدْفِنُ أَيَّامَنَا بَعْدَنَا :
أَنْتَ ... أمْ هُمْ ؟ وَمَنْ
سَوْفَ يَرْفَعُ رَايَاتِهِمْ فَوْقَ أَسْوَارِنَا : أنْتَ ... أَمْ
فَارِسٌ بَائِسٌ ؟
مَنْ يُعَلِّقُ أَجْرَاسَهُمْ فَوْقَرِحْلَتِنَا
أَنْتَ أَمْ حَارِسٌ بَائِسْ ؟
كُلُّ شَىْءٍ مُعَدٌّ لَنَا
فَلِمَاذَا تُطِيْلُ النِّهَايَةَ ،
يَا مَلِكَ الاحْتِضَارْ ؟
***
أَنَا يُوسُفُ يَا أَبِى.
يَا أبِى ،
إخْوَتِى لا يُحِنُّونَنِى ،
لا يُرِيدُونَنِى بَيْنَهُم يَا أبِى .
يَعْتَدُونَ عَلَىَّ وَيَرْمُونَنِى بِالحَصَى وَالكَلامِ .
يُرِيدُونَنِى أَنْ أَمُوتَ كَى يَمْدَحُونِى .
وَهُم أَوْصَدُوا بَابَ بَيتِكَ دُونِى.
وَهُم طَرَدُنِى مِنَ الحَقْلِ .
هُمْ سَمَّمُوا عَنَبِى يَا أَبِى .
وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِى يَا أَبِى .
حِيْنَ مَرَّ النَّسِيْمُ وَلاعَبَ شَعْرِىَ غَارُوا وَثَارُوا عَلَيْكَ ،
فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِى ؟
الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتِفَيَّ ،
وَمَالَتْ عَلَىَّ السَّنَابِلُ ،
وَالطَّيْرُ حَطَّتْ عَلَى رَاحَتَىَّ .
فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِى ،
وَلِمَاذَا أَنَا ؟
أَنْتَ سَمَّيْتَنِى يوُسُفًا ،
وَهُمُوا أَوْقَعُونِى فِى الجُبِّ ،
وَاتَّهَمُوا الذِّئْبَ ،
والذِّئبُ أَرْحَمُ مِنْ إخْوَتِى ..
أَبَتِ ! هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إنِّى :
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ،
وَ الشَّمْسَ والقَمَرَ ،
رَأيْتَهُمْ لِى سَاجِدِينْ .
***
يحبوننى ميتًا
يُحِبُّونَنِى مَيْتًا لِيَقُولُوا :
لَقَدْ كَانَ مِنَّا ، وَكَانَا لَنَا .
سَمِعْتُ الخُطَى ذَاتِهَا .
مُنْذُ عِشْرِيْنَ عَامًا تَدقُّ عَلَى حَائِطِ الليْلِ .
تَأْتِى وَلاَ تَفْتَحُ البَابَ .
لَكِنَّهَا تَدْخُلُ الآنَ .
يَخْرُجُ مِنْهَا الثَّلاثَةُ : شَاعِرٌ ، قَاتِلٌ ، قَارِئٌ .
أَلا تَشْرَبُونَ نَبِيْذًا ؟ سَأَلْتُ .
سَنَشْرَبُ . قَالُوا .
مَتَى تُطْلِقُونَ الرُّصَاصَ عَلَىَّ ؟ سَأَلْتُ .
أَجَابُوا : تَمَهَّلْ !
وَصَفُّوا الكُؤوسَ وَرَاحُوا يُغَنُّونَ لِلشَّعْبِ . قُلْتُ :
مَتَى تَبْدَأُونَ اغْتِيَالِى ؟ فَقَالُوا :
ابْتَدَأْنَا ... لِمَاذَا بَعَثْتَ إِلَى الرُّوحِ أَحْذِيَةً !
كَى تَسِيْرَ عَلَى الأرْضِ . قُلْتُ .
فَقَالُوا :
لِمَاذَا كَتَبْتَ القَصِيْدَةَ بَيْضَاءَ وَالأرْضُ سَودَاءُ جِدًّا . أَجَبْتُ :
لأنَّ ثَلاثِيْنَ بَحْرًا تُصّبُّ بِقَلْبِى . فَقَالُوا :
لِمَاذَا تُحبُّ النَّبِيْذَ الفَرَنْسِىّ ؟ قُلْتُ :
لأَنِّى جَدِيْرٌ بِأَجْمَلِ امْرَأَةٍ .
كَيْفَ تَطْلُبُ مَوْتَك ؟
أَزْرَق مِثْل نُجُومٍ تَسِيْلُ مِنَ السَّقْفِ
هَلْ تَطْلُبُونَ المَزِيْدَ مِنَ الخَمْرِ ؟ قَالُوا :
سَنَشْرَبُ . قُلْتُ :
سَأسْألَكُم أنْ تَكُونُوا بَطِيْئِينَ ،
أَنْ تَقْتُلُونِى رُوَيْدًا رُوَيْدًا لأكْتُبَ شِعْرًا أَخِيْرًا لِزَوْجَةِ قَلْبِى .
وَلَكِنَّهُمْ يَضْحَكُونَ
وَلا يَسْرِقوُنَ
مِنَ البَيْتِ غَيْرَ الكَلامِ الذِى سَأَقُولُ لِزَوْجَةِ قَلْبِى ..
***
لِلْحَقِيْقَةِ وَجْهَانِ
والثَّلْجُ أسْوَد
لِلْحَقِيْقَةِ وَجْهَانِ ،
والثَّلْجُ أسْوَدُ أسْوَدُ فَوْقَ مَدِيْنَتِنَا
لَمْ نَعُدْ قَادِرِيْنَ عَلَى اليَأسِ أَكْثَرَ مِمَّا يَئِسْنَا ،
وَالنِّهَايَةُ تَمْشِى إِلَى السُّورِ وَاثِقَةً مِنْ خُطَاهَا
فَوْقَ هَذَا البَلاطِ المُبَلَّلِ بِالدَّمْعِ ،
وَاثِقَةً مِنْ خُطَاهَا
مَنْ سَيُنْزِلُ أَعْلامَنَا : نَحْنُ ، أمْ هُمْ ؟ وَمَنْ
سَوْفَيَتْلُوا عَلَيْنَا " مُعَاهَدَةَ البَأس " ،
يَا مَلِكَ الاحْتِضَارْ ؟
كُلُّ شَىْءٍ مُعَدٌّ لَنَا سَلَفًا ،
مَنْ سَيَنْزَعُ أَسْمَاءَنَا
عَنْ هَوِيَّتِنَا : أنْتَ أَمْ هُمْ ؟وَمَنْ سَوْفَ بَزْرَعَ فِيْنَا
خُطْبَةَ التِّيْهِ :
" لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نَفُكَّ الحِصَارْ
فَلْنُسَلِّمْ مَفَاتِيْحَ فِرْدَوْسِنَا لِرَسُولِ السَّلامِ ، وَنَنْجُو .. "
لِلْحَقِيْقَةِ وَجْهَانِ ،
كَانَ الشِّعَارُ المُقَدَّسُ سَيْفًا لَنَا
وَعَلَيْنَا ، فَمَاذَا فَعَلْتَ بِقَلْعَتِنَا قَبْلَ هَذَا النَّهَارْ ؟
لَمْ تُقَاتِلُ لأنَّكَ تَخْشَى الشَّهَادَةَ ،
لَكِنَّ عَرْشَكَ نَعْشُكْ
فَاحْمِلِ النَّعْشَ كَىْ تَحْفَظَ العَرْشَ ،
يَا مَلِكَ الانْتِظارْ ؟
إِنَّ هَذَا الرَّحِيْلَ سَيَتْرُكُنَا حُفْنَةً مِنْ غُبَارْ ...
مَنْ سَيَدْفِنُ أَيَّامَنَا بَعْدَنَا :
أَنْتَ ... أمْ هُمْ ؟ وَمَنْ
سَوْفَ يَرْفَعُ رَايَاتِهِمْ فَوْقَ أَسْوَارِنَا : أنْتَ ... أَمْ
فَارِسٌ بَائِسٌ ؟
مَنْ يُعَلِّقُ أَجْرَاسَهُمْ فَوْقَرِحْلَتِنَا
أَنْتَ أَمْ حَارِسٌ بَائِسْ ؟
كُلُّ شَىْءٍ مُعَدٌّ لَنَا
فَلِمَاذَا تُطِيْلُ النِّهَايَةَ ،
يَا مَلِكَ الاحْتِضَارْ ؟
***
زائر- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى