السيمفونية الرمادية
صفحة 1 من اصل 1
السيمفونية الرمادية
السمفونية الرماديه
يَا أَحْبَابِى :
كَانَ بِودِّى أَنْ أُسْمعكُمْ
هَذِى الليْلَة ، شَيْئًا مِنْ أَشْعَارِ الحُبّْ
فَالمَرْأَةُ فِى كُلِّ الأَعْمَارِ ،
وَمِنْ كُلِّ الأَجْنَاسِ ،
وَمِنْ كُلِّ الأَلوَانِ
تَدُوخُ أَمَامَ كَلامِ الحُبّْ
كَانَ بِودِّى أَنْ أَسْرِقَكُمْ بِضْعَ ثَوَانٍ
مِنْ مَمْلَكَةِ الرَّمْلِ ، إِلَى مَمْلَكَةِ العُشْبْ
يَا أَحْبَابِى :
كَانَ بِودِّى أَنْ أُسْمعكُمْ
شَيْئًا مِنْ مُوسِيْقَى القَلبْ ..
*
يَا أَحْبَابِى :
كَيْفَ بِوِسْعِى ؟
أَنْ أَتَجَاهَلَ هَذَا الوَطَنَ الوَاقِعَ فِى أَنْيَابِ
الرُّعْبْ ؟
أَنْ أَتَجَاوزَ هَذَا الإفْلاسَ الرُّوحِىَّ
وَهَذَا الإحْبَاطَ القَوْمِىَّ
وَهَذَا القَحْطَ .. وَهَذَا الجَدْبْ ..
*
يَا أَحْبَابِى :
كَانَ بِودِّى أَنْ أُدْخِلَكُمْ زَمَنَ الشِّعْرْ
لَكَنَّ العَالَمَ - وَا أَسَفَاه – تَحَوَّل وَحْشًا مَجْنُونًا
يَفْتَرِسُ الشِّعْرْ ..
يَا أَحْبَابِى :
أَرْجُو أنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ
كَيْفَ يُغَنِّى لِلْحُرَّيَّةِ مَنْ هُوَ فِى أَعْمَاقِ البِئْرْ
أَرْجُو أنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ
كَيْفَ الوَرْدَةُ تَنْمُو مِنْ أَشْجَارِ القَهْرْ
أَرْجُو أنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ
كَيْفَ يَقُولُ الشَّاعِرُ شِعْرًا
وَهْوَ يُقَلَّبُ مِثْلَ الفَرْخَةِ فَوْقَ الجَمْرَهْ ..
*
لا هَذَا عَصْرُ الشِّعْرِ ، وَلا الشُّعَرَاءْ
هَلْ يُنْبتُ قَمْحٌ مِنْ جَسَدِ الفُقَرَاءْ ؟
هَلْ يُنْبتُ وَرْدٌ مِنْ مِشْنَقَةٍ ؟
أَمْ هَلْ تَطْلَعُ مِنْ أَحْدَاقِ المَوْتَى أَزْهَارٌ حَمْرَاءْ ؟
هَلْ تَطْلَعُ مِنْ تَارِيْخِ القَتْلِ قَصِيْدَةُ شِعْرٍ
أَمْ تَخْرُجُ مِنْ ذَاكِرَةِ المَعدَنِ يَوْمًا قَطْرَةُ مَاءْ
تَتَشَابَهُ كَالرُّزِ الصِّيْنِى .. تَقَاطِيْعُ القَتَلَهْ
مَقْتُولٌ يَبْكِى مَقْتُولاً
جُمْجُمَةٌ تَرْثِى جُمْجُمَةً
وَحِذَاءٌ يُدْفَنُ قُرْبَ حِذَاءْ
لا أَحَدٌ يَعْرِفُ شَيْئًا عَنْ قَبْرِ الحَلَّاجِ
فَنِصْفُ القَتْلَى فِى تَارِيْخِ الفِكْرِ ،
بِلا أَسْمَاءْ ...
***
زائر- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى