حان لهذا القلب ان ينسحب

حان لهذا القلب أن ينسحب



أَخَذْنَا مَوْعِدًا ..
فِي حَيٍّ نَتَعَرَّفُ عَلَيْهِ لأَوَّلِ مَرَّهْ ..
جَلَسْنَا حَوْلَ طَاوِلَةٍ مَستَطِيْلَهْ ..
لأَوَّلِ مَرَّهْ ..
أَلْقَيْنَا نَظْرَةً عَلَى قَائِمَةِ الأَطْبَاقْ ..
وَنَظْرَةً عَلَى قَائِمَةِ الْمَشْرًبَاتْ ..
وَدُون أَنْ نُلْقِي نَظْرَةً عَلَى بَعْضِنَا ..
طَلَبْنَا بَدَلَ الشَّاي شَيْئًا مِن النِّسْيَانْ ..
وَكَطَبَقٍ أَسَاسِي كَثِيْرًا مِنَ الْكَذِبْ ..
*
وَضَعْنَا قَلِيْلاً مِنَ الثَّلْجِ فِي كَأْسِ حُبِّنَا ..
وَضَعْنَا قَلِيْلاً مِنَ التَّهْذِيْبِ فِي كَلِمَاتِنَا ..
وَضَعْنَا جُذُوذَنَا فِي جِيُوبِنَا ..
وَشَوْقَنَا فِي حَقِيْبَةِ يَدِنَا ..
لَبِسْنَا الْبَدْلَةَ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا ذِكْرَى ..
وَعَلَّقْنَا الْمَاضِي مَعَ مِعْطَفِنَا عَلَى الْمِشْجَبْ ..
فَمَرَّ الْحُبُّ بِمُحَادَثَتِنَا مِنْ دُونْ أَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَيْنَا ..
*
تَحَدَّثْنَا فِي الأَشْيَاءْ الَّتِي لاَتَعْنِيْنَا ..
تَحَدْثْنَا كَثِيْرًا فِي كُلِّ شَيٍ وَفِي اللآشَيءْ ..
تَنَاقَشْنَا فِي السِّيَاسَةِ والأَدَبْ ..
وَفِي الْحُرِّيَةِ وَالدِّيْنِ .. وَفِي الأَنْظِمَةِ الْعَرَبِيَّهْ ..
اخْتَلَفْنَا فِي أُمُورٍ لاَتَعْنِيْنَا ..
ثُمَّ اتَّفَقْنَا عَلَى أُمُورٍ لاَ تَعْنِيْنَا ..
فَهَلّْ كَانَ مُهِمًّا أَنْ نَتَّفِقَ عَلَى كُلِّ شَيءْ ..
نَحْنُ الَّذِيْنَ لَمْ نَتَنَاقَش قَبْل الْيَوْمِ فِي شَيءْ ..
يَوْم كَانَ الْحُبُّ مَذْهَبَنَا الْوَحِيْدَ الْمُشْتَرَكْ ؟ ..
*
اخْتَلَفْنَا بِتَطَرُّفْ ..
لِنُثْبِتُ أَنَّنَا لَمْ نَعُدْ نُسْخَةً طِبْقَ الأَصْل ..
عَنْ بَعْضِنَا ..
تَنَاقَشْنَا بِصَوْتٍ عَالٍ ..
حَتَّى نُغَطِّي عَلَى صَمْتِ قَلبِنَا ..
الَّذِي عَوَّدْنَاهُ عَلَى الْهَمْسْ ..
نَظَرْنَا إِلَى سَاعَتِنَا كَثِيْرًا ..
نَسَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى بَعْضِنَا بَعْضِ الشَّيءْ ..
اعْتَذَرْنَا ..
لأَنَّنَا أَخَذْنَا مِنْ وَقْتِ بَعْضِنَا الْكَثِيْرْ ..
ثُمَّ عُدْنَا وَجَامَلْنَا بَعْضَنَا الْبَعْضْ ..
بِوَقْتٍ إِضَافِيٍّ لِلْكَذِبْ ..
*
لَمْ نَعُد وَاحِدًا .. صِرنَا إِثْنَيْن ..
عَلَى طَرَفِ طَاوِلَةٍ مُسْتَطِيْلَةٍ كُنَّا مُتَقَابِلَيْن ..
عِنْدَمَا اسْتَدَارَ الْجُرْح ..
أَصْبَحْنَا نَتَجَنَّبُ الطَّاولاَتِ الْمُسْتَدِيْره ..
" الْحُبُّ أَنْ يَتَجَاوَر اثْنَان لِيَنْظُرَا فِي الاتِجَاهْ نَفْسِه ..
لاَ أَنْ يَتَقَابَلا لِيَنْظُرَا إِلَى بَعْضِهِمَا الْبَعْض "
*
تَسْرِدُ عَلَيَّ هُمُومَكَ الْوَاحِدَ تِلْوَ الآخَر ..
أَفْهَمُ أَنَّنِي مَا عُدْتُ هَمَّكَ الأَوَّل ..
أُحَدِّثُكَ عَنْ مَشَارِيْعِي ..
تَفْهَمُ أَنَّكَ غَادَرْتَ مُفَكِّرَتِي ..
تَقُولُ إِنَّكَ ذَهَبْت إِلَى ذَلِكَ الْمَطْعَم الَّذِي ..
لاَ أَسْأَلُكَ مَعَ مَنْ ..
أَقُولُ إِنَّنِي سَأُسَافِرُ قَرِيْبًا ..
رَتَسْأَلُنِي إِلَى أَيْنْ ..
*
فَلْيَكُنْ ..
كَانَ الْحُبُّ غَائِبًا عَنْ عَشَائِنَا الأَخِيْر ..
نَابَ عَنْهُ الْكَذِبْ ..
تَحَوَّلَ إِلَى نَادِلٍ يُلَبِّي طَلَبَاتِنَا عَلَى عَجَلْ ..
كَي نُغَادِوُ الْمَكَانَ بِعَطَبٍ أَقَلّْ ..
فِي ذَلِكَ الْمَسَاء ..
كَانَتْ وَجْبَةُ الْحُبِّ بَارِدَةً مِثْل حسَائِنَا ..
مَالِحَةً كَمَذَاقِ دَمْعِنَا ..
وَالذِكْرَى كَانَتْ مَشْرُوبًا مُحَرَّمًا ..
نَرْتَشِفْهُ بَيْنَ الْحِيْنِ وَالآخَرِ .. خَطَأْ ..
*
عِنْدَمَا تُرْفَعُ طَاوِلَةُ الْحُبِّ ..
كَمْ يَبْدُو الْجُلُوسُ أَمَامنَا أَمْرًا سَخِيْفًا ..
كَمْ يَبْدُو الْعُشَّاقُ أَغْبِيَاء ..
فِلِمَ الْبَقَاءْ ..
كَثِيْرٌ عَلَيْنَا كُلُّ هَذَا الكَذِبْ ..
ارْفَعْ طَاولَتَكَ أَيُّهَا الحُبُّ حَانَ لِهَذَا الْقَلْبُ أَنْ يَنْسَحِبْ ..
***

اجمل الاشعار